لقد علمت أُولى المغيرة أنني كررتُ فلم أنكُل عن الضرب مِسمَعا
وفاعله: ناكل. وإنما ذكره؛ لأن العامة تقول: نكلت، بكسر الثاني من الماضي، مثل: فرقت وفزعت، لتقارب معناهما. وهو لغة أيضاً غير خطأ. وقد قدمنا شرحه.
وأما قوله: كللت من الإعياء أكل، فمعناه حسرت وضعفت. وكذلك كل بصري، وكل السيف، يعني إذا لم يقطع. والفعل من الجميع واحد في الوزن، ومصادره مختلفة؛ للفرق بين الفاعلين على ما ذكره. وإنما ذكره؛ لأن العامة يقولون: كللت أكل، بكسر الماضي، وفتح المستقبل؛ لأنه بمعنى عييت وهو خطأ؛ لأن الفاعل من ذلك: كال، بألف.
وأما قوله: سبحت، فمعناه معروف؛ وهو العوم في الماء، وهو مد اليدين والرجلين وقبضهما في الماء، وشق الماء بهما. ومنه قولهم: سبح الفرس في جريه، وهو سعة ذرع يديه، وخطو رجليه. واسم الفاعل منه: سابح. ومصدره: السبح. واسم صناعة السابح: السباحة. وجماعتهم: السباح. وإنما ذكره؛ لأن العامة تقول فيه: سبحت، بكسر الباء في الماضي، وهو خطأ؛ لأن فاعله لا يأتي بغير ألف، ومصدره لا يجيء بفتح الثاني.
وأما قوله: شحب لونه، فمعناه تغير؛ إما من سفر،/ وإما من مرض، أو سوء حال، كما قال الشاعر:
شحب الوجه بلا فائدة وذهاب المال مما قد قدر
وإنما ذكره؛ لأن العامة تقول: شحب، بكسر الحاء، وهو خطأ، وبعضهم