للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بسكون / العين؛ لأنه فعل متعد؛ شحما ولحما وتمرا ولبنا. والمفعول: ملحوم ومشحوم ومتمور وملبون، شاحم ولاحم وتامر ولابن كما قال الحطيئة للزبرقان:

أغررتني وزعمت أنـ ـك لابن بالصيف تامر

وأما قوله في كثرة اللحم والشحم عنده: قد أشحم وألحم فمعناه صار ذا لحم وشحم كثير، كما يقال قد أيسر الرجل، وقد أكثر، وقد أترب، إذا صار له مال كثير. وفاعل هذا: ملحم ومشحم كما ذكر، ومصدره: الإلحام والإشحام، ولم يذكرها، وإنما الباب موضوع للمصادر.

وأما قوله: أحددت السكين إحدادا، وسكين حديد وحداد، وأحددت النظر إليك إحدادا، وحددت حدود الدار حدا، وحدت المرأة على زوجها تحِد وتحُد حدادا، إذا تركت الزينة، وهي حاد. ويقال أيضا: أحدت، وهي محد، وقد حدت على الرجل أحد حدة وحدا؛ فإن أصل ذلك كله من شيء واحد؛ وهو الحد، وهو: طرف كل شيء وحرفه.

فقوله: أحددت السكين أحدادا، معناه جعلت لها حرفا وطرفا، وهو ما يرقق منهان وبني الفعل على أفعل؛ لأنه منقول من السكين إلى غيرها، وقد يقال: حددتها، بالتشديد تحديدا، إذا أكثرت وبالغت. والإحداد هو مصدر أحددت والتحديد مصدر المشدد. والفاعل بها: محد ومحدد.

وأما قوله: سكين حديد وحداد، فإنما هو وصف للسكين على فعيل وفعال للمبالغة مثل طويل وطوال، وعجيب وعجاب، وكريم وكرام، وهما جميعا للمبالغة، وهما صفتان من فعل السكين، لا من أحدها، ولم يذكر ذلك، وهو قولك: حدت السكين على فعلت،/ بضم الثاني، إلا أنه أسكن وأدغم ومستقبله أيضا بضم الحاء على تفعل، إلا أن الأصل سكونها، وضم الدال الأولى، ولكن الادغام لحق الدال لاجتماع الدالين، فنقلت حركتها إلى الحاء. ومصدر هذا الفعل: الحدادة؛ ولذلك جاء الاسم منه على: فعيل فقيل:

<<  <   >  >>