حب المحلب، وشجر المحلب، أي حب الحلب، وشجرة الحلب، ففتحت الميم في المصدر. وإنما تكسر الميمات إذا كانت أوائل الأدوات المنقولة المستعملة؛ كالمرجل والمنجل والمصدعة والمثقب، ولذلك لم يجز الكسر في حب المحلب، فأما الإناء الذي يحلب فيه، فمسكور الميم وهو المحلب لا غير. و"المحلبية" بفتح الميم: ضرب من الطيب، يتخذ من حب المحلب وكذلك؛ اسم منزل في طريق مكة:"المحلبية" بالفتح./
والفكاك أيضا مصدر على بناء فعال، مثل: الذهاب والسراح والبراح، يقال: فككت الرهن فكا وفكاكا، بمعنى حللته حلا؛ لأنه كالشيء المغلق المشدود، حتى يفك. وقد انفك الرهن، أي انحل، كما ينفك الشيء من الشيء، الذي قد نشب فيه وتعلق به. وقد أجاز بعض أهل اللغة في الفكاك: الكسر أيضا؛ كأنه جعله اسما موضوعا موضع المصدر، وهو اسم لما يفك به الرهن، على قياس: إزار ورداء ولحاف وعطاف وغطاء ووطاء. وأجود ذلك إذا كان بمعنى المفاعلة من اثنين، كالمفاكة مثل حاسبته حسابا، وخاصمته خصاما، وقد كتبت كتابا، وحسبت حسابا، بالكسر وبيت زهير لا ينضد إلا بالفتح:
وفارقتك ببرهن لا فكاك له يوم الوداع فأمسى الرهن قد غلقا
وأما قوله: هي الرحا، فهي التي يطحن بها، وهي تؤنث، وبها شبهت معركة الحرب فسميت رحى ومرحى، وهي مقصورة، وأولها مفتوح. والعامة تكسر أولها، وهو خطأ. وجمعها: الأرحاء، على أفعال. والعامة تقول: أرحية، وهوخطأ. وهو من بنات الياء، يقال في تثنيتها: رحيان، كما قال الشاعر: