الطاقة من قول الله عز وجل:(فَلَنَاتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لاَّ قِبَلَ لَهَُم بِهَا) ويكون بمعنى التلقاء والمواجهة. وقال معنى قولك: افعل ذلك من ذي قبل، أي ذي استقبال وقال: إذا شربت الإبل ما في الحوض فاستقي لها على رءوسها؛ لتشرب فذلك "القبل" وفتحه وأنشد:
قرب لها سقاتها يا بن خدب لقبل بعد قراها المنتهب
فمعنى قول "ثعلب": لا أكلمك إلى عشر من ذي قبل، أي لا أكلمك إلى عشر ليال، مما يستقبل.
وأما قوله: هي طرسوس، وهو قربوس السرج، وهو العربون والعربان في قول الفراء؛ فإن طرسوس اسم بلدة أعجمية من بلدان الروم معرب، على بناء فعلول. وقد جاء في كلام العرب على هذا المثال، مثل قولهم: قاع قرسوس، وقولهم للأسود: الحلكوك، وقربوس السرج: هو الشخص الذي بين يديه. والعامة تقول: طرسوس، بسكون الراء، وقربوس بسكون الراء، وهما خطأ؛ لأن فعلولا ليس من أبنية كلام العرب، إلا كلمة واحدة أعجمية معربة في قول العجاج:
من آل صعفوق وأتباع أخر
وهو اسم معرفة، بمنزلة إسماعيل وإبراهمي ونحوهما من الأعجمية، التي ليست على أبنية العربية.
وأما قوله: العربون والعربان، فقد فسرناهما فيما مضى.