الثاء. ومعناه معنى القيء والتهوع، وهو ابتداء ذلك، وهو تحرك غثاء النفس وجيشانه.
وكذلك قوله: كسب المال، يكسبه، ومعناه ابتغاه ووجده. وإنما ذكره؛ لأن العامة تقول: كسب، بكسر السين، وهو خطأ؛ لأن مستقبله يكسب، مكسور السين، واسم الفاعل منه كاسب بالألف. وقد يستعمل في غير المال، فيقال لمن ظلم أو تعدى: قد كسب الإثم، ولمن عمل عملاً صالحاً: كسب الأجر. ومنه قوله الله عز وجل:(ومَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إثْمًا) وقوله (تعالى): (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ). وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن ابنك من كسبك". والعرب تسمي الكلب: كاسباً؛ لأنه يصيد، وكل صائد من الطير وغيره كاسب. وقد يجيء هذا الفعل متعدياً إلى مفعولين، بهذا اللفظ بعينه، من غير أن يدخل عليه همزة النقل، يقال: كسبتك المال، كما يقال: جبر العظم وجبرته، ورجع ورجعته. وقد قال سيبويه عن الخليل: إنهم إنما قالوا هذا حين أرادوا أنه قد جعل فيه رجوعاً، وجعل في جبوراً، ونحو ذلك. ويجوز أن يكون أصله أن يتعدى بحرف جر، ثم يحذف الجار، ويعمل الفعل لنفسه، كما قيل أستغفر الله ذنباً ونحوه.
وأما قوله: ربض الكلب يربض فمعروف المعنى. ومصدره: الربوض، وهو في السباع والدواب، ونحو ذلك، كالبروك في الإبل، والجثوم في الطير. ويستعار في كل شيء، ثبت في مكان أو أقام، كما قال الراجز: