للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإنما ذكره لأن العامة، تفتح الباء من مستقبله؛ فيقولون: يربض، وهو خطأ؛ لأنه ليس فيه من حروف الحلق شيء. وإنما يكسر أو يضم؛ لانفتاحه في الماضي.

وأما ربط يربط، فهو بمعنى شد الحبل والخيط ونحوهما، إذا عقد عليه.

وقد يقال ذلك في القلب الساكن المطمئن؛ يقال: قد ربط جأشه. ويقال للمصاب: ربط الله على قلبك. ومنه ارتباط الخيل، وهو اقتناؤها، وحبسها ورباطها، ومنه قول الشاعر:

فينا رباط جياد الخيل معلمة وفي كليب رباط اللؤم والعار

وإنما ذكره؛ لأن في مستقبله لغتين، وهما: الضم والكسر والعامة تختار الضم، والفصحاء لا يكادون يقولونه إلا بالكسر لخفته؛ فلذلك اختار الكسر، وليس الضم بخطأ. وقال الله عز وجل: (ولِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ). ولم أعلم أنه قرأها أحد بالضم، وليس كل ما ترك الفصحاء استعماله بخطأ؛ فقد يتركون استعمال الفصيح؛ لاستغنائهم بفصيح آخر، أو لعلة غير ذلك، على ما قدمنا ذكره.

فهذا آخر الباب الأول.

<<  <   >  >>