الكلمة، للدلالة على أصلها جائز أيضا، كقولهم في كبد: كبد، وفي كتف: كتف، وفي عضد: عضد وما أشبه ذلك. والعامة كلها على التخفيف، وأكثر العرب على ذلك. وأما أهل التفاصح والبلاغة فيلزمون الأصل، ويحتملون الثقل؛ طلبا للفخامة وهو الذي اختاره "ثعلب". وليس التخفيف بخطأ. وقد قرئ القرآن بالتخفيف. واللعب والضحك، والحلف والكذب، / والحبق والضرط كلها تستعمل في موضع المصدر، وليست على أبنية المصادر من أفعالها. وإنما هي أسماء. والصبر: نبات مر، وليس يجري مجرى المصادر. فأما مصدر قولهم: صبرت، فهو ساكن الأوسط لا غير.
والمعدة: اسم عضو: ويجوز فيها: المعدة، بسكون العين، والمعدة بكسر الميم مع سكون العين على ما فسرنا، وهو قول العامة. والسفلة: اسم جماعة رذال الناس. والعامة تقول: السفلة، بكسر السين وتسكين الفاء على ما شرحنا. واللبنة واحدة اللبن، الذي يبنى به، وكذلك لبنة القميص. والعامة تقول: لبنة، وكذلك يقولون: الكلمة، بكسر الكاف والتسكين في الكلمة، وكذلك يقولون: القطنة، بكسر الأول وتسكين الثاني. وكذلك يقولون: بعته بأخرة، بسكون الثاني ولا يكسر أولها. وكذلك النظرة مثلها، وهو قياس التخفيف، على ما شرحنا.
وأما قوله: ما عرفته إلا بأخرة فبفتح الأول والثاني لا غير. والعامة تسكن ثانيه على قياس الشعر والنهر. وقال "الخليل": جاءوا بأخرة، بفتح الخاء والألف، أي أخيرا، وبعته بأخرة كذلك، أي بتأخير، وهو مأخوذ من قولهم: الأول والآخر، وهو الثاني على وزن فاعل، وعندي ثوب وهذا آخر، على وزن أفعل، أي غيره. ومنه قولهم: الدنيا والآخرة، على فاعلة؛ لأنها متأخرة. ومنه قولهم: تأخر، واستأخر، إذا تباعد. وأخرته، إذا أبعدته. وقال: الآخر؛ الأبعد.