للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لنفسه كالحوض، يجتمع فيه الماء، وإنما كسر أول الإخذ، ليفرق بينه وبين مصدر فعله؛ لأن المصدر مفتوح الأول، وهو الأخذ، وهذا اسم لناحية الشيء، وهو المأخذ الذي يؤخذ فيه أو منه، فمعنى قولك: سار إلى الشام وما أخذ إخذها، أي وما أخذ مأخذها الذي يؤخذ فيه أو/ منه إلى الشام، كما تقول: سقعها وحيزتها. وقد تكون الفعلة بكسر الأول والتأنيث اسما للهيئة والنوع من الفعل كالركبة والجلسة، والمصدر الصحيح بالفتح، تقول: أخذ أخذا وأخذة واحدة، وفي النوع: أخذ إخذة حسنة، والأخذ بالضم: ما يؤخذ به من سحر أو حيلة أوغير ذلك.

وأما قوله: هو النسيان، فإنه مصدر قولهم: نسي الشيء ينساه نسيانا بكسر الأول وسكون الثاني، وهو ناس للفاعل، والمفعول: منسي، كما قال الله عز ذكره: (وكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًا). والنسي على وزن فعل اسم لما ينسى ويترك والعامة تقول: النسيان، بفتح الأول والثاني، وإنما هو بكسر النون وسكون السين على فعلان، مثل الخذلان والنشدان والوجدان. فأما الفعلان بفتحتين، فإنما يجيء في المصادر التي فيها معنى التحرك والعجلة، كالغليان والقفزان والنزوان، وليس في النسيان شيء من هذا المعنى، ولكنه بمعنى الغشيان والحسبان والوشكان والرئمان، على وزن فعلان، بكسر الأول وسكون الثاني.

وأما قوله: الديوان والديباج، فإنه يريد أنهما مكسورا الأول. وقد يروى فيهما الفتح أيضا. والصحيح عند البصريين أن الياء منقلبة في الديوان من واو، وأصله: الدوان

<<  <   >  >>