بالتشديد، فاستثقل ذلك في الواو بعد الكسرة، لكثرة الاستعمال وانكسار أولها، فأبدلت الياء من الواو، وكذلك الديباج، يقال إن اصله: الدباج بتشديد الباء، على فعال، فاستثقل التشديد بعد الكسرة، فأبدل من الباء الأولى الياء، إتباعا للكسرة التي قبلها، وكذلك الدينار. وإنما الأصل فيه: دنار، بتشديد النون، فأبدل من النون الأولى ياء، إتباعا للكسرة قبلها،/ واستثقالا للتشديد معهما. والدليل على ذلك أنهم إذا صغروا ذلك أو كسروه للجمع عاد إلى الأصل فظهرت الحروف التي أبدل منها غيرها، فقيل: دواوين، ودويوين، ودبابيج ودبيبيج ودنانير ودنينير؛ لأن الثقل قد زال ههنا؛ لدخول حرف التصغير وحرف التكسير بين الحرفين المضعفين وتفرقهما، لما فصل بينهما، وكذلك إذا استعملوا فيها الفعل أو الوصف ردوه إلى الأصل فقالوا: دونت الدواوين ودنرت الدنانير، ودبجت الدبابيج، وهو مدون ومدنر ومدبج؛ لزوال الكسرة التي كانت قبل الحرف. وليس واحد من ذلك بمصدر، ولا الباب باب مصدر.
وأما قوله: كسرى، فيجوز فيه الفتح والكسر، وهو اسم أعجمي، أصله: خسرو بالخاء والضم، فبني على فَعلى في لغة، وعلى فِعلى في لغة أخرى؛ لأنه ليس في كلام العرب اسم آخره واو وما قبلها مضموم. وأبدلت الكاف فيه من الخاء؛ علامة لتعريبه، وشبه بالأسماء المؤنثة بالألفات المقصورة، ويجمع على: الأكاسرة، على غير