للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحاجة والعدم والفقر ونحو ذلك. ومنه قولهم: قد أعوزني الشيء، وهو معوز إذا لم تجده وأنت تطلبه. ويقال قد أعوز الرجل، إذا دخل عليه الفقر وساءت حاله.

وأما قوله: هو الخوان، يعني المائدة التي يؤكل عليها، فإنه اسم أعجمي معرب بكسر الخاء وضمها. والعامة تكلم فيه بالضم من أجل الواو التي بعدها. والعرب تختار الكسر؛ ليكون على مثال [ما] تستعمل من الأشياء، كالرداء واللحاف والسلاح. والعجم تبتدئ بهذه الخاء ساكنة. ومنهم من يضمها ويحذف واوها، ويجمع الخوان، على خون، وأدنى العدد فيه: أخونة. وأنشد بعضهم:

خوانهم فلكة لمغزلهم يحار فيه لحسنه البصر

وأما قوله: هو في جواري، بكسر الجيم، فإنه مصدر من المجاورة، كقولهم في المخاصمة: الخصام، وفي المطاعنه: الطعان، وكذلك كل مفاعلة من المصادر، يجوز فيها: الفعال، بالكسر. والعامة تقوله بالضم: هو في جواري. ويجوز أن يكون ذلك اسماً لا مصدرا، وليس بخطأ. ويقال: هو جاري، أي مجاوري. وجمعه: الجيرة، على فعلة، والأجوار على: أفعال، وجيران على: فعلان، وأنشد "الخليل" في الأجوار:

ورسم دار [دارس الـ] أجوار

وقال: الجار: من جاورك في المسكن، ومن استجار بك في الأمر، وهو جارك، وأنت جار؛ لأن الجار بمعنى المجاور. ومن هذا قيل للزوجة:/ جارة؛ لأنها تجاور زوجها في البيت، كما قال الأعشى:

أيا جارتي بيتي فإنك طالقه كذاك أمور الناس غاد وطارقه

<<  <   >  >>