للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وزعم الشافعي: أن الجار هو الشريك، واحتاج بهذا البيت، وهو غلط منه. والعرب لا تسمي الشريك ولا الصديق جارا، إلا إذا جاورها في المنزل، أو استجار بها. وزوجة الرجل لا تكون جارة، إلا إذا ساكنته ببلدته، أو محلته أو داره.

وأما قوله: هذا قوام الأمر وملاكه، فإنهما بمنزلة السداد والزمام والصمام والمساك. وهو: اسم ما يقوم به الشيء، أو يملك به. وقوام العيش: ما يقيمك ويعينك على العيش. وقال العجاج أو رؤبة:

رأس قوام الدين وابن رأس

مثل قولهم: عماد الشيء؛ لما يعند به. وإياده: ما يؤيد به. والعامة تقول: قوام الأمر بالفتح، وهو خطأ. وإنما القوام: قامة المرأة والرجل. والعامة تقول أيضا: هذا ملاك الأمر؛ بالفتح وهو خطأ.

وأما قوله: تقول: المال في الرعي، بكسر الراء، فإن الرعي بالكسر هو المرعى بعينه، والنبت والكلأ. والعامة تفتحه، وهوخطأ؛ لأن الرعي بالفتح إنما هو مصدر رعيت، وهو اسم فعل الراعي والإبل أنفسهما؛ فمن فتح هذا على فعل الراعي بها، أو فعلها بأنفسها، ولم يرد الكلأ، فإنه صواب أيضا، يقال: هو يرعاها رعيا، وهي ترعى رعيا، مثل قولهم: جبر وجبرته.

وأما قوله: كم سقى أرضك، يعني بكسر السين، وهو المقدار الذي يكفي أرضك مثل الشرب، إذا سقيتها. والعامة تفتحها، وهو غلط. وإنما السقي مصدر سقيته سقيا؛ ولذلك قال أحمد بن يحيى: فإن أردت المصدر فتحت أولهما، يعني السقي/ والرعي.

<<  <   >  >>