للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن النبي صلى الله عليه أنه قال: "قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقلبه كيف شاء" وقال يوم الخندق:

هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت

فكسر الهمزة وفتح الباء، وأنث الإصبع. والإصبع معروفة، وربما استعيرت في أشياء غيرها.

وأما قوله: هي الأشفى، وجمعه: الأشافي فإنه يعني المثقب، الذي يخرز به الخراز والإسكاف. وهو مكسور الأول مقصور الآخر، على وزن الإصبع، والهمزة فيه زائدة. والعامة تحذف الهمزة من أوله وتقول: الشفي، وهو خطأ. واشتقاقه من "الشفا" بالفتح والقصر، وهو: حرف/ كل شيء. ومنه قولهم: أشفى المريض على الموت، أي أشرف. وإليه يئول معنى الشفاء من المرض، وهو التخلف من الشفي.

وأما قوله: هي أنفحة الجدي، ويخفف، وهي: التي تخرج من بطن الجدي، وفيها لبن متعقد يسمى: اللبأ، ويعقد به اللبن الحليب، فيصير جبنا. والعرب تهمز أولها وبعضهم يفتح الهمزة، وبضعهم يكسرها، ومنهم من يشدد الحاء، ومنهم من يخففها، والتخفيف أكثر. والعامة تفتح الهمزة في أولها وتخفف الحاء، ومنهم من يجعل بدل الهمزة التي في أولها ميما، فيقول: منفحة. والجيد ما ذكره، والميم خطأ. وتجمع الإنفحة على الأنافح، قال الشماخ يخاطب امرأة:

وإني لمن قوم على أن ذممتهم إذا أولموا لم يولموا بالأنافح

<<  <   >  >>