للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومعناه: هذا أول ولد أبويه. ويجوز أن يراد: هذا بكر أبواه، كما يقال: هذا قائم أبواه، ثم يضاف تخفيفا، فيقال: هذا قائم أبويه، وهذه حسنة وجهها؛ لأنهم لا يعنون أن الغلام بكر، وإنما يعنون أن أبويه بكران، واجتماع العرب على هذا المثل حجة لـ "سيبويه" في إجازته: حسنة وجهها. والجمع من هذا كله: أبكار للمذكر والمؤنث، كما قال الله تعالى: (إنَّا أَنشَانَاهُنَّ إنشَاءً (٣٥) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا) وهذا أيضا حجة لكسر أول الواحد منها. وأما قول الشاعر:

يا بكر بكرين ويا خلب الكبد

فزعم "الخليل" أنه يقال: "أشد الناس بكر بن بكرين" وزعم أن هذا الشعر قيل في قيس بن زهير البكر. وقال "الخليل": البكر من كل أمر: أوله وأنشد:

وتلكم غير ماثني ولا بكر

قال "الخليل": الثني: ما يكون بعد البكر، يقال: ما هذا الأمر منك ببكر ولا ثني.

وأما قوله: والبكر من الإبل الفتى، والأنثى بكرة، فإنما سميا أيضا بذلك، وإن كانا مفتوحين الأول من البكور؛ لأن البكر والبكرة من الإبل: هما أول ما يحمل عليه، وهما فتيان بشبابهم وقوتهما، ولكن فتح أول هذا، وكسر أول الأول؛ للفرق بين الصنفين. وجمع هذا: البكارة، والأنثى خاصة: البكرات، وفي أدنى العدد: أبكر. وقال الشاعر:

يا رب شيخ من بني فزارة يرمي سواد الليل بالحجارة

يغضب أن يعتلج البكارة

أي يغار من اجتماع الذكران والإناث؛ لأن بني فزارة يرمون بنكاح القرص/.

<<  <   >  >>