للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما قال الشاعر:

لا تأمنن فزاريا خلوت به بعد الذي امتل أير العير في النار

وإن خلوت به في الأرض وحدكما فاحفظ قلوصك واكتبها بأسيار

وقال الراجز:

قد وردت إلادهيدهينا قليصات وأبيكرينا

فصغر أدنى العدد وجمعه بالواو والنون. وأنشدنا محمد بن يزيد:

أتتـ[ـك] منها البكرات النيب أكلن حمضا فالوجوه شيب

شربن حتى نزح القليب

وأما قوله: والخيط من الخيوط، بفتح الخاء، وخيط من النعام للقطعة منها، يعني بكسر الخاء؛ فإن الخيط بالفتح معروف، وهو السلك الذي يخاط به، وكل ما دق وطال، جاز أن يسمى خيطا، على التشبيه به، كما قال الله تعالى: (وكُلُوا واشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ) يعني ما امتد وطال من بياض الفجر في سواد الليل، وليس يعني أن ينظر إلى الخيط الأبيض والخيط الأسود في وقت الفجر، حتى يعرفا. وقد روي أن "عدي بن حاتم الطائي" أخذ حبلا أسود وآخر أبيض فجعلهما تحت وسادة؛ لينظر إليهما عند الفجر، ثم جاء فوصف ذلك لرسول الله صلى الله عليه، فقال

<<  <   >  >>