للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنشدنا محمد بن يزيد المبرد، للشماخ:

ورب ضيف طرق الحي سرى صادف زادا وحديثا ما اشتهى

إن الحديث جانب من القرى

وإنما سمي النجم: الطارق؛ لأنه يطلع بالليل. قال الله تعالى: (وَالسَّمَاءِ والطَّارِقِ (١) ومَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (٢) النَّجْمُ الثَّاقِبُ). وقال بعضهم: قد يكون الطروق بالنهار أيضا، وهو: المجيء بغتة على غفلة، أي وقت كان، واحتج بدعاء يروى عن النبي صلى الله عليه: "وأعوذ بك من طوارق الليل والنهار، إلا طارقا يطرق بخير".

وأما قوله: وهي العنق؛ فصنف آخر أيضا،/ ليس مما قبله. ولكن العامة تقول: عنق، بفتح النون، وتسكنها، فتقول: عنق. وعنق هو: اسم ما بين الرأس والبدن، ولجماعة الناس وغيرهم، يقال: رأيت عنقا من الناس ومن الدخان والغبار، وجاء القوم عنقا عنقا، ورسلا رسلا، وفوجا فوجا وجمعه: الأعناق. ومنه قول الله تعالى: (فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) والعنق من البدن يذكر ويؤنث. وأما من غير ذلك، فإنه يذكر لا غير. والأعناق من الناس: أشرافهم وكبرائهم أيضا، يقال: هم أعناق البلاد ووجوهها، ورجل أعنق: طويل العنق. وامرأة عنقاء كذلك. ومنه قيل لبعض الطير: عنقاء مغرب.

وأما قوله: وهو عنوان الكتاب، وقد عنونته؛ فإنما أراد أن العامة تقول: علوان باللام، وقد علونته، وهي لغة قليلة. وعنوان كل شيء ظاهره، الدال على باطنه، قال أبو الأسود:

<<  <   >  >>