للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الثياب: المقطوع من النساجة، وكذلك الطريقة في الجبل وغيره: ما انقطع من سائره. ومن ذلك قولهم: جديد الأرض، وهو: الواضح البائن عن سائلها. وقال الأعشى:

فعض جديد الأرض إن كنت ساخطا بفيك وأجحار الكلاب الرواهصا

ومن قول الحطيئة:

لكل جديد لذة غير أنني رأيت جديد الموت غير لذيذ

وهذا صنف آخر من المضموم، غير ما تقدم قبل هذا.

وأما قوله: وهو الفلفل/ فضرب آخر غير ما قبله من الضروب، وليس هذا من لحن العامة وخطئهم في شيء؛ فإن من العرب من يكسر الفاء من الفلفل على ما تقوله العامة، وإن كان الضم أكثر وأعرف، كأنهما لغتان، والضم أحسن للعادة. وليس لهذا الضرب مثال يقاس عليه ما كان مثله؛ لأن الرباعي قد يأتي على فعلل بضمتين، مثل برجد وبرقع، وقد يأتي على فعلل، بكسرتين، مثل فرسن وقرمز. وقد يأتي على فعلل، بكسرة وفتحة، مثل: درهم وهجرع. وكل ذلك جيد جائز، ومع ذلك إن "الفلفل" أعجمي معرب.

وأما قوله: أتى أهله طروقا، أي أتاهم ليلا، فليس من هذه الأصناف في شيء، وإن كان مضموم الأول. ولكنه مصدر على فعول، مثل دخل دخولا، وخرج خروجا، وذهب ذهوبا. والمعنى: طرق أهله طروقا، فذكر أتى بدلا من قوله طرق. وهذا البناء مطرد في مصادر الفعل الذي لا يتعدى، ويكثر أيضا في المتعدي. وإنما ذكره؛ لأن العامة تقول: طروقا، بفتح الطاء، وهو خطأ. وإنما الطروق: اسم الفاعل الذي يكثر الطروق، وهو الإتيان بالليل.

<<  <   >  >>