حصر الشيء بالفتح. يقال: حصرته أحصره حصرا، ولكن ضم الحصر في البطن؛ للفرق بينه وبين غير البطن، كما ضم الأسر، فرقا بينه وبين الأسر، ونحوه. وعود الأسر: قضيب إذا أمسكه الذي به الأسر، سري عنه فبال. والعامة تقول: عود يسر، بالياء، يريدون به أنه يحدث اليسر على العليل.
وأما قوله: واجعله منك على ذكر، فإنه اسم من التذكر، بني بضم الأول على فعل، كالحب والود. كما بني منه الذكر، بالكسر، على بناء الحفظ والذهب والفكر؛ لتقارب المعنى. وقد يستعمل كل واحد منهما في موضع الآخر، وليس فيهما إلا / فصيح صحيح المعنى، وإن لزموا في الاستعمال أحدهما دون الآخر. وهذا كله ضرب واحد، من المضموم، ومثال واحد. وقال "الخليل": الذكر: الحفظ للشيء تذكره، تقول: هو مني على ذكر. والذكر: جري الشيء على اللسان، يقال: جرى له ذكر. والذكر: الشرف والصيت، كما قال الله تعالى:(وإنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ ولِقَوْمِكَ). والذكر: الكتاب الذي فيه تفصيل الدين، من كتب الأنبياء. والذكر: الصلاة والدعاء، وذكر الحق: الصك. فكأن الذكر، بالكسر يصلح للمعاني الكثيرة، وهو عام؛ إلا أن بينهما شركة. فأما الذكر بالضم، فلا يكون إلا بالقلب وحده.
وأما قوله: وثياب جدد؛ فإن العامة تقولها بفتح الدال، وهو خطأ؛ لأن الجدد ههنا جمع جديد، فلا يكون إلا مضموم الثاني، مثل رغيف ورغف، وعقير وعقر. وأما فتح الثاني على جدد؛ فإنما ذلك في جمع الجدة؛ وهي الطريقة من طرائق الجبل، على غير لون سائره، وكالخطة السوداء على ظهر الحمار. ومنه قول الله تعالى:(ومِنَ الجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ). واللفظان يئولان إلى معنى واحد؛ لأن الجد: القطع؛ فإنما الجديد