مقشعر، واقشعرت السنة من شدة الشتاء والمحل واقشعر النبات، إذا لم يجد ريا فذبل أو جف. وأنشد "الخليل":
أصبح البيت بيت آل بيان مقشعرا والحي حي خلوف
وقال الشاعر:
فأضحى الأرض بعدك مقشعرا كأن الأرض ليس بها هشام
ومنه الاشمئزاز، والشمأزيزة، وهما ضد الطمأنينة. ومنه قوله تعالى:(وإذَا ذُكِرَ اللَّهُ/ وحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ).
وأما قوله: وعود أسر، والأسر: احتباس البول، والحصر: احتباس البطن؛ فهذا أيضا ضرب آخر من المضموم ثالث، ليس مما تقدم، ولكنه من الأسماء الجارية مجرى المصادر، نحو الجهد والرعب والضعف والشكر، والكفر والوجد والوسع، والعسر واليسر. وقد مضى شرح ذلك في الأبواب المتقدمة؛ فالأسر: اسم لاحتباس البول، مأخوذ من الأسر، بالفتح، تقول: أسرت الشيء أسرا؛ أي شددته وعقدته؛ ولذلك سمي الأسير أسيرا ومأسورا؛ لأنه يشد بالإسار، وهو الرباط، إما بحبل أو قد أو قيد. ويقال: اسرت الإكاف والسرج، إذا شددته بالقد أو السير ومنه قول الأعشى:
وقيدني الشعر في بيته كما قيد الآسرات الحمارا
يعني حمار الإكاف. ويقال: إنه لشديد الأسر، أي القوة. ومنه قول الله عز ذكره:(وشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ). فأما الحصر، فاحتباس البطن، مأخوذ من الحصار، ومن