وكأنها لغتان. وأصلهما من النشط، وهو: مد الحبل من البئر، ومد الدابة قوائمها في العدو. ويقال: ثور ناشط، وهو: الخارج من أرض إلى أخرى. وطريق ناشط وهو: الذي يتشعب منه طرق كثيرة، يمينا وشمالا. ومنه قول الله تعالى:(والنَّاشِطَاتِ نَشْطًا). والعامة تقول: عقدت العقد بنشوطة، على فعولة، وهوخطأ. وإنما النشوط ضرب من السمك، ممقور بماء وملح. وأحسبها نبطية.
وأما قوله: قدح نضار، وإن شئت أضفت؛ فإن النضار، ضرب من الخشب أصفر، يكون بالغور، كالأثل، يتخذ منه الأقداح وغيرها. والنضار أيضا: الذهب الخالص، فإذا أضفت القدح إلى النضار، فهو الأصل، ون نونت القدح، وجعلت النضار وصفاً له، فهو جائز على التوسع، والاختصار، والإضافة أجود، إلا أن يجعل النضار مأخوذا من النضرة والشيء النضير، وهو الحسن وقال الله تعالى:(تَعْرِفُ فِي /وجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ). وقال النبي صلى الله عليه:" نضر الله امرأ، سمع مقالتي، فأداها". وقد نضر الشيء ينضر نضارة ونضورا. وقد يكون النضار صفة كالنضير، مثل قولهم: طويل وطوال. والعامة تقول: النضار، بكسر النون، وهو خطأ.
وأما قوله: وهو الجبن للذي يؤكل، والجبن من الجبان، فإن الذي يؤكل فيه لغات، يقال: الجبن، بضم الجيم والباء بلا تشديد، والجبن بالتشديد، مع الضمتين، والجبن بسكون الباء، وهي لغات معروفة، لا خطأ فيها، ولكن التثقيل والضم فيه؛ فرق بين