للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علياً رضي الله عنه، في مرضه، /فالتقم أذنه، وجعل يساره طويلاً. واللقمة معروفة. والعامة تقول: لقَمت ألقَم، بفتح الماضي، وهو خطأ. وهذا الباب كله على وزن واحد، وبمعنى واحد. والمصدر منه كله على فَعْل، ساكن العين، كالبلع واللقم والزرد والسرط، لأنه كله متعد.

وكذلك: جرعت الماء أجرعه؛ أي بلعته، ومنه قيل: تجرعته؛ إذا بلعت منه شيئاً بعد شيء بشدة. وقال الله عز وجل: (يَتَجَرَّعُهُ ولا يَكَادُ يُسِيغُهُ) ومنه قيل: تجرع الغيظ. وجرعته الهم ونحوه. ومنه قيل لنزع النفس عند الموت: "جُريعة الذقن". ومصدره: الجرع، ساكن الراء. والجرعة، بالضم: مقدار ما يتجرع منه. والجرعة، بالفتح: المرة الواحدة. وقال المرار في الغيظ:

لم يضرني ولقد جرعته جرع الغيظ بصاب وصبر

والعامة تقول: جَرَعته؛ بفتح الماضي، وهو خطأ. وفي مثل من أمثال العرب: "الجرع أروى، والرشيف أشرب"؛ أي بلع الماء أسرع للري، وترشفه أدوم لشربه. يضرب للنفقة والإسراف والقصد.

وأما قوله: مسِست أمَسّ، بكسر الماضي وفتح المستقبل، والعامة تقوله بفتح الماضي

<<  <   >  >>