للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القرآن: (إلاَّ مَوْتَتُنَا الأُولَى ومَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ) وفيه: (قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ). وقد تدخل علامة التأنيث في الأسماء أيضا للتعظيم والمبالغة فيما لا يكون إلا مرة واحدة، وقد يراد الموتة الواحدة، من أجل أن كل ضرب من الموت/ مرة واحدة، وموتة كل واحد من الناس واحدة من سائر الموت.

وأما قوله: والخلة: المودة، والخلة أيضا: ما كان حلوا من المرعى، والخلة: الخصلة والخلة: الحاجة؛ فإن الخلة بالضم مصدر بمعنى المودة، بنيت من الخليل والمخالة على فعلة، بالضم، لأنها قربة ووصلة، وهي الحب والود أيضا. وقد تسمى المرأة: خلة، بمعنى الصديق والخليل، كما قال الراجز:

[شبعت من نوم] وزاحت علتي وطرقتني في المنام خلتي

وكذلك الخلة من المرعى، وهي النبات الذي تحبه الإبل، وهي مثل البلغة والعلقة ونحو ذلك. وقال "الخليل": كل ما لم يكن بحمض فهو خلة. ويقال: الخلة خبز الإبل، والحمض فاكهتها. ويقال أيضا: كل شجر سقي في الشتاء فهو الخلة. والعرب تسميها: العلقة؛ لأنهم يتعلقون بها في الشتاء.

وأما الخلة بالفتح التي يراد بها الخصلة الواحدة فمصدر على مثال الخصلة، وهي الواحدة من الخلال الكثيرة؛ فلذلك جاءت على فعلة. وكذلك التي هي الحاجة؛ لأنها واحدة من الخلات الكثيرة من قولك: اختل اختلالا، وقد خل الرجل إذا هزل وساءت حاله ورق ماله ورجل خل، أي مهزول [وقوم] خلون، ومنه قول الشماخ:

لنا صاحب قد خل من أجل نظرة دفئ الفؤاد حب كلبة قاتله

<<  <   >  >>