للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعده، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم في "قس بن ساعدة": "يبعث يوم القيامة أمة وحده". وليس ذلك من أجل أنه قرن. وكذلك قوله: الأمة الحين، ليس كما قال. وإنما يقال للحين أمة، على حذف المضاف، وإقامة المضاف إليه مقامه، كما قال الله تعالى: (وادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ). أي بعد حين؛ فتوهم المفسرون أن الأمة هي الحين نفسه. وقال بعضهم: الأمة ههنا النسيان، ففسروه على الظن والتوهم وعلى معنى الكلام، لا حقيقة اللغة. وأما قول الأعشى:

وإن معاوية الأكرمين حسان الوجوه طوال الأمم

فأراد بالأمم القامات، هكذا يفسر، وهو استعارة؛ لأن الأمة: الجماعة في كل شيء وكل جنس من الحيوان، وقامة الإنسان، تجمع كل أعضائه، فجائز أن يقال لها/ أمة، ويحتمل أن تكون الأمم في هذا البيت: النعم، وأن تكون الرياسة والملك. ويقال للطير: أمة وللإبل أمة، وللبعوض أمة. وقد روي عن النبي صلى الله عليه أنه قال: "لولا ان الكلاب أمة لأمرت بقتلها".

وأما قوله: والخطبة المصدر، والخطبة: اسم المخطوب به، فليس واحد من هذين بمصدر لقولك خطب يخطب، ولكنهما اسمان يوضعان موضع المصدر، لأن مصدر هذا الفعل غير مستعمل، ولكنه مستغنى عنه بغيره. فأما الخطبة بالكسر، فاسم ما يخطب به في النكاح وغيره. كما أن الخطبة بالضم: ما يخطب به في كل شيء، ودليل ذلك ما روي عن النبي- صلى الله عليه- قالوا: (كان رسول الله- صلى الله عليه-

<<  <   >  >>