للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما خلف الموعد فعلى بناء الهجر والزور، كأنه بمعناهما، وللفرق بينهما، وهو أن تعد بخير فلا تفعله، فإن وعدت بشر فلم تفعله فليس ذلك بخلف عند العرب، بل هو كرم وفضل تتباهى به. وكذلك يجب أن يكون في المعقول. وفصل بالكسر والضم بين هذين، كما فصل بينهما وبين غيرهما بالفتح فقيل لوراء الشيء: خلف، ولحرف الفأس: خلف، وللأشرار: خلف وللعي في الكلام ونحوه: خلف. وجميع ذلك يرجع في الاشتقاق إلى أصل واحد.

وأما قوله: والحوار: ولد الناقة، والرجل حسن الحوار، تريد المحاورة فإن العامة لا تعرف المحاورة، ولا اسم ولد الناقة، على مثال غلام وغراب، وفيه لغة أخرى بالكسر، حكاهما "الخليل"/ وقال: هو الفصيل أو ما ينتج. وجمعه كجمعها: حيران، مثل غربان وغلمان. وأما المكسور الآخر الذي حكاه "ثعلب" فمصدر كالطعان من المطاعنة، والقتال من المقاتلة، يقال: حاورته حوارا ومحاورة أي خاطبته خطابا وخطابة، وقال "الخليل": المحاورة: الحوار والحوير والمحورة، على مفعلة كالمشورة من المشاورة، وأنشد في ذلك:

بحاجة ذي بث له ومحورة كفى رجعها من قصة المتكلم

وهو مأخوذ من قولهم: حار يحور أي رجع؛ لأنه ما يرجع من كلام المتكلم إلى مخاطبه.

وأما قوله: وعندي جمام القدح ماء، وجمام المكوك دقيقا، لا فرق بين القدح وبين المكوك، ولا بين الماء والدقيق، في الكيل والملي، وليس أحدهما بالكسر أولى من الآخر، ولا بالضم، ولكنهما لغتان في معنى واحد. وإنما جمام المكيال كطفافه؛ لأنه

<<  <   >  >>