ضده، وكذلك قرابة، فهذا المثال، موضوع لمثل هذا المعنى. وقد حكى أبو عبيدة الكسر والضم في الجمام, وليس واحد منهما مما تلحن فيه العامة، إلا أن يفتحوا أوله، ولم يذكر "الخليل" إلا الجمام، بالضم في الكيل وقال: هو الكيل إلى الرأس، يقال: جممت المكيال جما، وهو منجمة البئر وكثرة الماء فيها. وروى "الخليل": الجمام بالكسر في غير المكيال، بل في جموم الدواب وكل شيء، كأنه جمع الجمة، وهي مجتمع الشيء، وجمعه: جم يجم، وأجممته أنا إجماما، أي أرحته من المد، وتركته لترجع قوته إليه وجمومه. وكأن الجمام مثل الغراف والجراف والجحاف، وهو من أبنية المبالغة، مث الطوال والكرام ونحو ذلك.
وأما قوله: قعد في علاوة الريح وسفالتها، وضربت علاوته، أي رأسه والعلاوة أيضا:/ ما علق على البعير بعد حمله، وجمعها: العلاوى؛ فإن العلاوة والسفالة بالضم: ناحيتان، على وزن فعالة، مثل القبالة، من العلو والسفل، ومن هذا: عالية الرمح وسافلته على بناء فاعلة وهي أيضا أعلاه وأسفله علوه وسفله بالضم، وعلوه وسفله بالكسر، وهل لغات أصلها واحد مع اختلاف أمثلتها، ومعاني الأمثلة شتى. وأما العلاوة بالكسر فاسم على فعالة من العلو أيضا، لأعلى الجسد وهو الرأس والعنق، ولذلك سمي ما زاد على الحمل علاوة، وهو بمنزلة الإداوة في المثال والوزن، والرحالة والعمامة، ويقال: أعطيته ألفا ودينارا علاوة، أي زيادة، ويقولون في رد السلام على المسلم:"وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، والزاكيات علاوة" أي زيادة. وجمع علاوة