وهو أن تلقى من الراحة في الفم. ولا يقال ذلك إلا في شيء مطحون أو مدقوق أو حب صغار من السمسم ونحوه، إذا كان يابساً. وكذلك يقال للطائر، إذا لقط، وللأنعام إذا لقطت اليابس. ومنه قول عنترة:
ما راعني إلا حمولة أهلها وسط الديار تسف حب الخمخم
ويقال: قد أسففت الرجل والطائر، ذلك بالألف، فسفه واستفه. ومنه قيل: أسفت المرأة كفها النئور في و [شمها]، وأسفت لثتها الكحل ونحوه، كما قال طرفة:
سقته إياة الشمس إلا لثاته أسِفّ ولم تكدم عليه بإثمد
والسفوف اسم لكل ما يستف من دواء، أو [سويق] ونحو ذلك، بفتح أوله، على فعول مثل اللدود والوجور.
وأما قوله: زكنت منه كذا وكذا؛/ فمعناه: حزرت وخمنت. وأهل اللغة يقولون: معناه: علمت، ويستشهدون عليه ببيت قعنب بن أم صاحب؛ وهو:
ولن يراجع قلبي حبهم أبداً زكنت منهم على مثل الذي زكنوا
وليس في هذا البيت دليل على تفسيرهم إنما معناه: خمنت على مثل الذي خمنوا عليه، من سوء الظن، وحزرت منهم على مثل ما حرزوا عليه مني. ويروى أيضاً- زكنت من بغضهم مثل الذي زكنوا- وليس معناه علمت أيضاً. إنما معناه: أضمرت من بغضهم