مثل ما أضمروا من بغضي. والعرب تقول: فلان صاحب إزكان. وليس يعنون به صاحب علم، ولكن صاحب حزر. وإنما ذكر ثعلب هذا؛ لأن العامة تقول: زكنت؛ بفتح الكاف في الماضي، وهو خطأ. ويقولون: قد زكن، بالتشديد يزكن تزكيناً، فهو مزكن؛ أي حازر ومخمن.
وأما نهكه المرض، فمعناه: بلغ منه الجهد، وأضعفه وأنحله، ومن ذلك قيل للحية [الكبيرة] نهيك. وإنما ذكره؛ لأن العامة تقول: نهكه المرض وغيره، بفتح الهاء، وهو خطأ. ومصدر هذا: النهوكة والنهاكة. وقد نهك فهو منهوك، نهيك، والفاعل ناهك.
وأما قوله: أنهكه السلطان عقوبة فليس من هذا [الباب]؛ لأنه على أفعل بالألف، وليس هذا موضعه، وإن كان معناه راجعاً إلى معنى نهكه المرض، إلا أنه منقول من فاعله إلى فاعل آخر./
وأما قوله: بَرَأت من المرض، فمعناه: أفقت وأبللت وعوفيت، وكذلك هو في لغة من قال برئت، وهو مثل البراء [ومن الذنب] والعيب، وغير ذلك، أي نقيت منه ونقيت. ومصدره من المرض: البرء [ومن] ذلك: البراءة على فعالة، كما قال