والمحذوفة من اللثة ياء؛ لأنها مأخوذة من اللثا، وهو ما يخرج من الشجر خاثرا، أبيض، كالماء، يسقط ويقطر. يقال: قد ألثت الشجرة ما حولها. ويقال: أمة لثياء، إذا قبلها يعرق.
وما قوله: هو الدخان، فإن العامة تشدد الخاء منه، وهي خفيفة، ووزنه على فعال، مأخوذ من: الدخنة، ولا يجوز تشديدها إلا في تكثير الفعل، إذا قيل: دخنت تدخلنا. ويقال: قد دخن الدخان، إذا سطع وارتفع، وكذلك يقال: دخن الغبار. والدخنة مثل الغبرة والكدرة والدكنة، وهي لون مثلها. والأدخن: ما كان على لون الدخان من الثياب أغبر، وذكلك من الكباش وغيرها. وقال "الخليل": ويقال: يوم دخنان، إذا [غشيه الدخا] ن، على فعلان، وليلة دخنانة سخنانة، كأنما يغشاها الدخان من شدة الحر والغم. وقول العامة: دخان، بالتشديد [إن] أريد به جمع الداخن، على فعال فهو جائز، وإلا فهو خطأ.
وأما قوله: ومن الفعل: قد أرتج على القارئ فإن/ العامة تقوله بتشديد الجيم وضم التاء، وهو خطأ؛ لأنه أفعل، من الرتاج، وهو: الباب المغلق، يقال منه: أرتجت الباب، أي أغلقته وأوثقته، فمعنى أرتج عليه فهو مرتج عليه، أي مغلق عليه. وإنما يصح قول العامة من الرجة، وهي الأصوات. وقولهم: ارتج عليه بالتشديد، على وزن افتعل، والصواب ما قاله "ثعلب"- رحمة الله عليه-؛ لأنه يراد أن القارئ قد أغلق عليه ما كان يقرؤه، وذلك إذا انقطع عليه كلام أو قراءة أو شعر يقرضه، فلم يدر ما تمامه. وقال "الخليل": يقال: في كلامه رتج، على وزن فعل، أي تتعتع، وهو رتج.