للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما قوله: وغمرت حين بقل وجهه؛ فإن العامة تثقل القاف من بقل، وهو خطأ؛ لأن معناه: حين نبت الشعر في عارضيه وشاربه، فبنى على وزن نبت البقل، على التشبيه لشعره بالبقل، في قلته ولينه، فهو باقل، هكذا تقوله االعرب. ولا يقال: بقل بالتشديد، ولا أبقل بالألف، إلا في الأرض إذا أنبتت، يقال: أنبتت وأبقلت، قال الشاعر:

فلا مزنة ودقت ودقها ولا أرض أبقل إبقالها

وقال "الخليل": الباقل: ما يخرج في أعراض الشجر، إذا دنا أيام الربيع، وجرى فيها الماء، فرأيت في أعراضها شبه أعين الجراد، قبل أن يستبين ورقه، فذلك الباقل. وينبغي أن يكون قولهم للأمرد، إذا خرج وجهه، قد بقل وجهه، مأخوذا من هذا.

فهذا آخر تفسير هذا الباب.

* * *

<<  <   >  >>