للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفجئتهم، والمستقبلُ منه يَدْهَم، فبتح الهاء و [من] السواد يقال ادهامّ/ يدهامّ ادهيماما [ومنه] قول الله عز وجل: (مُدْهَامَّتَانِ). واللون الدُّهمة.

وأما قوله: شلت يده، فمعناه: يبست يده ورجله، أو غير ذلك. وأصله: شَلِلت، على فَعِلت، بكسر الثاني، ولكن قد أسكن وأدغم. ومستقبله تشل، بفتح الشين شللاً، فهي شلاء، ورجل أشل وامرأة شلاء. والعامة تقول: شلت يده، بضم الشين؛ يظنون أنه بمعنى قطعت، وهو خطأ. وقوله: لا تشلل يدك: دعاء له بالسلامة من الشلل. ويروى هذا البيت لشريح القاضي:

رأيت رجالاً يضربون نساءهم فشلت يمني يوم أضرب زينبا

وأما قوله: نفد الشيء ينفد؛ فمعناه: فني يفنى؛ ولذلك جاء على مثاله. وقال الله عز وجل: (قُل لَّوْ كَانَ البَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ البَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي). وقال [تعالى]: (مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ومَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ). ومصدره: النفاد، على فعال، والنفود، على فعول. والفاعل: نافد.

وأما قوله: بررت والدي أبره، وبررت في حديثي [ويميني] فهما في معنى صدق المودة والطاعة، وكلاهما مكسور الماضي [وأصلـ] هما ألا يتعديا إلا بحرف جر، إلا أن يكثر استعمال أحدهما، فيحذف منه الجار، ويعدى بنفسه كقولهم: بررت في يميني ومودتي. فأما بررت والدي، فكان أصله: بررت بوالدي، ولذلك يقال: هو بار بوالديه، وفي كتاب الله (وبَرًا بِوَالِدَتِي). والمستقبل منهما لا يكون إلا بالفتح. والفاعل منهما: بار، على فاعل، وبر. ومصدره: البِر، مكسور/ الأول، والمبرة. والعامة تفتح الماضي منهما، ولذلك ذكرهما.

<<  <   >  >>