للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما جشمت الأمر، فبمعنى كلفته أو تكلفته، وماضيه مكسور والعامة تفتحه؛ فلذلك ذكره. والمستقبل منه: يجشم، بالفتح. وفاعله: جاشم. وهو متعد، وقال الأعشى:

وفي كل عام أنت جائم غزوة تشد لأقصاها عزيم عزائكا

ويقال منه أيضاً: تجشمت هذا الأمر أتجشمه تجشماً؛ أي تكلفته تكلفاً، وجشمني غيري وأجشمني إجشاماً وتجشيماً، فجشمته جشماً وجشامة، وهو احتمال الثقل، مأخوذ من: جشم البعير، وهو ما يغشى به القرن من خلقه، يقال: غشيه بجشمه، وقال الأعشى:

وللحرب يجشمه من جشم

وأما قوله: سفد الطائر فهو للطائر وغيره، ويكنى به أيضاً عن جماع الرجل، فيقال: سفدها، بكسر الماضي، ومستقبله بفتح الفاء يسفد، فه سافد. والمصدر: السفد ويقال: تسافدا. والسفاد مصدر سافدها. ومنه أُخذ السَّفُّود ذو الشوك من الحديد؛ لأنه يعلق بما يشوى عليه، كما يعلق السافد. وهو كلام معروف. والعامة تقول: سفَد يسفِد، بفتح الماضي، وكسر المستقبل، على وزن ينكح.

وأما قوله: فجئني الأمر، فبمعنى بغتني؛ أي طرقني بغتة. وفجاءةً. ومصدره: الفجء والفجأة والفجاءة. مستقبله يفجأ، بفتح الجيم. والفاعل: فاجئ. وهو مشهور معروف. والعامة تفتح الماضي منه. ويقال أيضاً: فاجأته، على فاعلته أفاجئه مفاجأة/.

فهذا آخر الباب الثاني.

<<  <   >  >>