يشتركان فيهما، على ما فسرنا في الرواية. والعلامة الكثير العلم، والنسابة: العالم بالأنساب، واسمهما الجاري على الأفعال: عالم وناسب؛ لأنك تقول فيهما: علم يعلم، ونسب ينسب.
وأما قوله: مجذامة ومطرابة ومعزابة فإن مفعالا من أبنية المبالغة، بغير هاء. وذكر "الخليل" أن هذا البناء لا يدخله علامة التأنيث؛ لأنه للمبالغة، وأنه لم يجئ عن العرب منه غلا معزابة. وقد زاد "ثعلب" معه: مجذامة ومطرابة، والذي أراد "الخليل" في هذا؛ أنه يجب أن يكون لفظ المؤنث في هذا المثال كلفظ المذكر، مثل المرأة: مذكار ومئناث. ولا تلحق به تاء التأنيث للأنثى. وهذا الذي روي عن العرب في هؤلاء الكلمات إنما زيدت فيه الهاء توكيدا للمبالغة، لا فرقا بين الأنثى والذكر؛ ألا ترى أنهم قالوا: رجل مجذامة، ورجل معزابة، فجاء وصفا للاسم المذكر خاصة. والمجذام: هو الشديد السير القطاع للسفر. والجذم: القطع، يقال: جذمته أجذمه جذما. والمعزابة: الرجل الذي يطيل العزوب عن أهله، أي يغيب عنهم في الرعي أو غيره. وقد عزب يعزب عزوبا، وهو عازب، كما قال النابغة:
وصدر أراح الليل عازب همه تضاعف في الحزن من كل جانب
ولا توصف النساء أيضا بالعزوب، ولا القطع للسير.
والمطراب: الذي يكثر الطرب يقال: طرب يطرب طربا، وهو طرب، وللمبالغة: طروب ومطراب.