للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا ممدود، لا ضرورة فيه، وهو المعروف. وروي [عن] رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا قال الإمام: "ولا الضالين" فقولوا: "آمين" ولم يروه واحد منهم بالقصر، ولكن ممدودا، وهو الأصل الصحيح. وللشاعر أن يقصر الممدود في الشعر خاصة إذا اضطر إلى تقويم وزن أو قافية، وليس للمتكلم في غير الشعر ذلك. ومعنى آمين: اسمع واستجب. ويقال: اللهم افعل ذلك. وهي كلمة عبرانية معربة، مبنية على الفتح للياء التي قبل نونها. وقد شرحنا أمرها وزوال تمكنها في كتابنا "في القرآن".

وأما قول: تقول: تلك المرأة، ولا تقل ذيك المرأة، فإنه خطأ، فليس كما قال، وإن كانت العامة تستعمله، والعرب تجتنبه؛ لأن "ذي وتي/ وتا" كلها إشارات إلى ما قرب ودنا، والكاف تلحقها؛ للإشارة إلى ما بعد وتراخى. وهي مع الكاف بمنزلتها بغير كاف، يقال: هاتي، وهذي. ولكن لما قل استعمال العرب "ذيك" توهم أنه خطأ. ولم يتأمل القياس. وقد تترك العرب استعمال الكثير من الصواب المنقاس الصحيح، للاستغناء عنه بغير لا لأنه خطأ، كتركهم استعمال الماضي واسم الفعل والمصدر من يذر ويدع استغناء بترك تركا فهو تارك، وليس واحد من ذلك خطأ.

وأما قوله: قال ابن الأعرابي: الظل: ما نسخته الشمس والفيء: ما نسخ الشمس؛ فإنما الفيء ما رجع، من قولهم: فاء يفيء، أي رجع يرجع. ويقال:

<<  <   >  >>