قد فاء الفيء، وفاء الظل. ومنه سمي الفيء في الغزو، وهو: ما أفاءه الله على المسلمين من أموال المشركين، أي رده عليهم، بعد أن كان في أيد الكفار. ومنه قول الله تعالى:(فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلَى أَمْرِ اللَّهِ) أي ترجع. وأما الظل فما أقام وثبت. ومنه قولهم: ظل يفعل كذا وكذا، أي مكث وقام ودام. ومنه قول الله تعالى:(الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا) وقوله [تعالى]: (فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ). وقال "الخليل": الظل ضد الصبح ونقيضه، وسواد الليل يسمى ظلا. ومنه قول الله عز ذكره:(أَلَمْ تَرَ إلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ) إنما هو الليل، لقوله [تعالى]: (ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً) وجاء في التفسير أن الظل من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. والمكان الظليل الدائم الظل. وهذا يشبه ما حكاه "ثعلب" عن ابن الأعرابي. وقال "الخليل": "تقول: فاء الفيء إذا تحول عن جهة الغداة. والفيء: الظل".
وأما قوله: ولا تقل لقاة مقصورة، فإنه خطأ؛ فليس كما قال. ولكنه مما قل استعمال العرب إياه فظن لذلك أنه خطأ وليس كل ما قل استعمالهم إياه، أو تركوه خطأ. والصحيح في مصدر:"لقيته"/ في القياس أن يقال: ألقاه لقى، مفتوح مقصور، مثل قولك: عمي يعمى عمى. فأما اللقاء، ممدود مكسور الأول فليس بمصدر لقيت الجاري عليه فعله. بل هو مخالف للباب، وهو اسم. والعرب قد تضع الأسماء مواضع المصادر، فقولهم: لقاة إنما هي كاللقية، بسكون القاف للمرة الواحدة من اللقى، كأنه خرج مخرج قذيت عينه قذى وقذاة، وهي اسم في موضع المصدر، ولم يجيء على فعلة بسكون العين وإن كان ذلك الأصل في المرة الواحدة. ومن هذا قولهم للملقى: لقى ولقاة.