وأما قوله: وتقول: القوم أعداء، وعدى، بكسر العين، فإذا أدخلت الهاء قلت: عداة، بالضم؛ فإن الأعداء جمع وليس واحده عدو، على فعول؛ لأن فعولا ليس بابه وقياسه أن يجمع على أفعال، ولكن يجمع الأعداء على الأعادي وكذلك عدى بكسر العين ليس على القياس والباب؛ لأنه اسم واحد موضوع للجمع/ كما وضع قوم لجماعة الرجال، وإبل لجماعة الأباعر، وهو اسم واحد؛ ولذلك ذكر "سيبويه" أنه لم يجئ فعل وصفا إلا في المعتل في حرف واحد، يعني قولهم: عدى، وعدى أيضا ليس على القياس؛ لأن عدى لو كان وصفا صحيحا لم يوصف به إلا واحد؛ لأنه واحد. ولا يجوز أن يقال عدى. ولا يكون عدى أيضا جمعا لعدو؛ لأن فعولا لا يجمع على فعل. وقد يكون عدو جميعا بهذا اللفظ كما قال الله تعالى:(فَإنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إلاَّ رَبَّ العَالَمِينَ). والعامة تقول: عدى، بضم العين، وهو أيضا على غير بابه في التكسير. وإنما يجيء فعل في نعت الواحد للمبالغة، نحو الحطم والزفر، ولكن يكون فعل جمعا لفعلة، نحو قوله تعالى:(إذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وهُم بِالْعُدْوَةِ القُصْوَى) ونحو العروة والعرى. وقد يقال للعدوة: عدوة، بالكسر. وقال قوم: العدى، بالكسر: الأعداء، والعدا بالضم: الأباعد، فقيل لهم الأعداء كلهم أباعد، إما في النسب، وإما في القلوب. فأما العداة بالهاء فجمع عاد، لا جمع عدو، مثل غاز وغزاة، وقاض وقضاة، ولكن العدو في معنى الفاعل، إلا أنه قد بني على مثال المبالغة، فكأنه جمع عداة، على المعنى.