للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بتصحيح القاف، وتحريك النون، لتصير على منهاج كلامها، فصاارت بوزن فاعل وفاعل، ثم صغرت وكسرت، وصرف منها الفعل فقيل: دوانيق ودوينيق، وقد دنق الرجل، إذا كان شحيحا ينظر في الدوانيق ويعامل بها، وأنشد "الخليل" شعرا لبشار:

يا قوم من يعذر من عجرد القاتل المرء على الدانق/

وأما الخاتم فعربي محض من قولهم: ختمت الكيس والكتاب أختمه ختما، فأنا خاتم، والمفعول مختوم. وإنما سمي ما يختم به خاتما، على بناء اسم الفاعل، كأنه فاعل؛ لأنه يؤثر في الطين وغيره، وإنما هو مختوم به، ومثل هذا كثير في كلامهم، كما قال الأعشى:

لو أسندت ميتا إلى نحرها عاش ولم ينقل إلى قابر

حتى يقول الناس مما رأوا يا عجبا للميت الناشر

وإنما يعني المنشور والمقبور، ولكنه بناهما، على الفاعل، على جهة النسب، لا على إرادة الفعل، ي ذي نشر، وذي قبر. ويقال: الخاتم. ومن فتح التاء من الخاتم، أراد الفرق بين المختوم به وبين المختوم، وجعله اسما ليس بجار على الفعل كالفاعل. ومن كسر التاء فعلى ما قدمنا. والختم آخر الأمر، وآخر كل شيء خاتمته، وختم الكتاب أيضا آخر أعماله، وكذلك ختم الكيس. ومنه قيل: ختم القرآن، إذا فرغ من تعلمه أو درسه. ومنه قول الله تعالى في شراب أهل الجنة: (خِتَامُهُ مِسْكٌ). أي آخر طعمه.

<<  <   >  >>