فمن قال: طابق، بفتح الباء فإنما تركها على فتحها في العجمية، ومن كسر الباء أجراها مجرى: خاتم وطابع، كأنه جعلها من قولهم: أطبقت الشيء، وهذا طبق هذا؛ لأن لفظه من حروفه، ومعناه كمعناه، قال الله تعالى:(لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ). وقال امرؤ القيس:
ديمة هطلاء فيها وطف طبق الأرض تحرى وتدر
وأما قوله: هي الخنفساء، والخنفسة، يعني بضم الخاء والفاء؛ فإن العامة تفتح الفاء، وتقوله بالألف، على مثال فنعلاء، والهاء والألف من علامات المؤنث، وهما بوزن الفنعلاء والفنعلة، وأصلهما ثلاثي ملحق بالرباعي بزيادة النون، وهي من الدبيب سوداء، صلبة الجلد، منتنة الرائحة، شديدة اللجاج، كلما رمى بها عادت إلى حيث رمي بها منه. ويقال في المثل؛ للجوج:"إنه لألج من خنفساء". وأنشدوا لخلف الأحمر في أبي عبيدة:
لنا صاحب مولع بالمراء كثير الخطاء قليل الصواب/
ألج لجاجا من الخنفساء وأزهى إذا مشى من غراب
وقال بعضهم: الخنفس بغير تأنيث، مفتوح الفاء، هو ذكر الخنافس، وأنشد فيه:
إذا غمسنا جلدها في المغمس جاءت بدمن وحشي خنفس
وذكر "الخليل": الخنفساء، بفتح الفاء، وأن جمعها الخنافس، والخنفس، وفي لغة: خنفساة واحدة، وثلاث خنفساوات، وفي اللغة الأولى: ثلاث خنفسات.