للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما قوله: وهي الطس، والطسة؛ فإن العامة تقولها بالتاء طست، كأنها لغة من يبدل التاء من السين المدغم فيها، كرايهة التضعيف فإذا جمعوا وصغروا ردوا السين التي أبدلوا منها التاء فقالوا: طسيسة وطساس، كما فعلوا مثله في دينار وقيراط؛ لأن حرف التصغير والتكسير قد فرق بين السينين. وقال "الخليل": الطست في الأصل: الطسة بالتأنيث والتضعيف، ولكن حذفت السين الثانية للتخفيف، فأظهروا تاء التأنيث لسكون ما قبلها؛ لأن الهاء إنما تبدل من تاء التأنيث إذا كان ما قبلها متحركا، ولو لم يظهروا التاء ويعربوها لاجتمع ساكنان: السين والهاء، فصرات طست بمنزلة بنت وأخت، كأن تاء التأنيث أصلية في الكلمة، فإذا جمعوا قالوا: طساس فعادوا إلى التضعيف، وحذفوا التاء، وقد قالوا في الجمع: أطساس، على أفعال، قال الشاعر:

كأن الحميم على متنها إذا اغترفته بأطساسها

جمان يجول على فضة جلته مذواد دواسها

وصانع الطساس: الطساس، بالتشديد، وصناعته: الطساسة. وقد زعم غيره أن/ الطست اسم أعجمي، التاء فيه أصلية في لسان العجم، لغير التأنيث وأن العرب لما عربتها أبدلت من التاء سينا؛ لقرب المخرجين، فقالوا: طس وطسة، وأنها ليست بعربية محضة؛ لأن التاء مع الطاء لا يدخلن في كلمة واحدة أصليتين في تأليف كلام العرب، وقال الراجز في الطس:

وهامة كالطس علطميسا

<<  <   >  >>