للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تكون في الجبهة: سرر؛ لأنها بمنزلة الخطوط التي تبقى في السرة المقطوعة يقال: القطع. ويكون مثل ذلك في وجه الإنسان وفي راحته. وفي الحديث: "أن النبي- صلى الله عليه وسلم كان إذا ضحك تبدو أسارير وجهه". وهي جمع أسرار. والأسرار: جمع السرر، والسر أيض، وهو خطوط الراحة. وقال الأعشى:

انظر إلى كف وأسرارها هل أنت إن وعدتني ضائري

ومن السرة قولهم لوسط الوادي: السرارة والسر، وكذلك سر كل شيء أوسطه وأكرمه. ومنه أخذ السرير، كأنه أكرم المجالس وأجلها.

وأما قوله: ما يسرني بهذا الأمر منفس ونفيس، ومفرح ومفروح [به]، فإن المنفس على وزن مفعل من النفاسة، وهو الشيء النفيس الكريم الذي تنافس فيه الناس، كما قال الله عز ذكره: (وفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ) أي: كل واحد منهم ينفس به على الآخر، أي يبخل به عليه، ويؤثر نفسه به، يقال: نفست به نفاسة. وقيل: إنه لمنفس، أي: صار ذا نفاسة، فكأنه قد أنفس، وهو منفس، وفي يقول المتلمس:

لا تجزعي إن منفسا أهلكته وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي

يقول: لا تلوموني إن أهلكت نفيس مالي، وأنفقته، ولا تجزعي من ذلك ما دمت حيا غيرها لك. وأما النفيس فعلى وزن فعيل، وفعله، نفس ينفس نفاسة فهو نفيس، بمنزلة كرم يكرم كرامة وهو كريم، وإنما سميت النفس نفسا، لنفاستها وفضلها/ على جميع البدن. وأما المفرح فما أفرحك من شيء، وفرحت به. والمفروح معناه: المفروح به، ولكن حذفت "به" من الكلام اختصارا تقول: فرحت به فهو مفروح به.

<<  <   >  >>