فيوصف باسم المفعول الجاري على فعله، أو يوصف بالمصدر منه، وهي البهرجة، فأما البهرج فليس بواحد منهما.
وأما قوله: نظرت يمنة وشامة، ولا تقل شملة، إن اليمنة/ من اليمين، وهي من اليمن والبركة، وهم يتفاءلون بما يسنح لهم من جانب اليمين لذلك، والشامة من الشؤم، وهي اليسار، وهم يتطيرون بما يأتيهم من جانبه، ويسمونه البارح وهما أيضا الأيمن والأشأم، واليمنى والشؤمى، قال الله تعالى:(فَأَصْحَابُ المَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ المَيْمَنَةِ (٨) وأَصْحَابُ المَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ المَشْأَمَةِ) يعني أصحاب اليمين وأصحاب الشمال. ومن هذا سميت اليمن والشام؛ لأنها عن يمين القبلة وشأمتها. ومن هذا قول الله عز ذكره:(وأَصْحَابُ اليَمِينِ مَا أَصْحَابُ اليَمِينِ)(وأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ) لأن الشمال كاليسار، ولا يقال منه: مشملة ولا شملة ولا أشمل ولا شملى؛ لأنه ليس فيه ما في اليمنى والشؤمى من معنى اليمن والبركة ومعنى الشؤم، وإنما هو من الشمول والعموم، ولكن يقال من اليسار ذلك كله وهو اليسرة والأيسر واليسرى والميسرة. وإنما اليمين واليسار: الجانبان من كل شيء، مأخوذان من اليمن واليسر، على التفاؤل.
وأما قوله: تقول الثوب طوله سبع في ثمانية؛ لأن الذراع أنثى، والشبر مذكر، فليس واحد منهما مذكرا ولا أنثى، ولكن العرب تؤنث الذراع وتذكر الشبر، وهما عضوان لا يحبلان ولا يلدان، وربما كانا من حديد أو خشب، وإنما هما مقدران يقدر بهما كل مذروع ومشبور. وقد ذكرنا علة تذكير الشبر وتأنيث الذراع في كتب النحو. وإنما أراد أن الثوب طوله سبع أذرع، وعرضه ثمانية أشبار، فلم تدخل علامة التأنيث في سبع؛ لأن المؤنث علامته فيما دون العشرة سقوط علم التأنيث، وأدخل العلامة في الثمانية لأن المذكر يدخل فيما دون العشرة منه علم التأنيث، وتذكير كل مؤنث ليس بأنثى جائز،