وأن الحلقة بالتخفيف والتثقيل جائزان مقولان، وأدنى العدد حلقات. وزعم بعضهم أنه لا يجوز في هذه إلا سكون اللام. ومنهم "ثعلب"- رحمه الله وقالوا: لا تفتح اللام إلا في شيئين: أحدهما دروع لامرئ القيس، كانت عند السموأل، يقال لها: الحلقة، بالفتح. والحلقة جمع: الحالق، الذي يحلق الشعر من الرأس أو الجلود مثل قولهم: عامل وعملة، وكاتب وكتبة، وليس بين امرئ القيس وغيره فرق في هذا، فإنه، وإن كانت الحلقة، بالفتح اسم سلاحه، فإنها أيضا اسم لسلاح غيره بالفتح. وزعم "الخليل" أن الخاتم، الذي لا فص له، يقال له: الحلق، بكسر الحاء، وسكون اللام، وأنشد في ذلك "للمخبل" في رجل أعطاه النعمان خاتمه:
وناول منا الحلق أبيض ماجدا رديف ملوك ما تغب نوافله
وأما قوله: درهم بهرج؛ فإن العامة تقول: نبهرج؛ لأنه فارسي معرب وفي أوله بالفارسية نون، كما تقوله العامة، وبعد النون حرف يضارع الباء، والفاء مخرجه بين مخرجيهما، كأنه نفهره، والعرب قد حذفت النون من أوله، وجعلته رباعيا، على وزن خردل ونحوه، وليس إثبات النون فيه خطأ؛ لأنه يصير على وزن سفرجل وهمرجل ونحوهما من الخماسي. وتفسير البهرج بالفارسية: المزور من كل شيء، وقد صرف من البهرج فعل مثل دحرج فقيل قد بهرج يبهرج، فهو مبهرج، بكسر الراء، والمفعول مبرهج،