ومعناه: من جلاله وعظمه عندي. وكان يجب أن يذكر هذا مع نظائره في باب المفتوح والمشدد.
وأما قوله: جئنا من رأس عين، وعبرت دجلة، بغير ألف ولام، فإنما يعني أن العامة تدخل الألف واللام في "دجلة" وفي "عين" وهما موضعان معرفتان، والأعلام لا يجوز تعريفها بالألف واللام، ولا سيما ما لا يكون له ثان يتنكر به كزيد وعمرو. وقال الشاعر في "رأس عين" قرية فوق نصيبين:
نصيبين بها إخوان صدق ولم أنس الذين برأس عين
وأما دجلة فالنهر العظيم المشهور بالعراق. ومن هذا الباب "عرفة وعرفات" والعامة تقول: العرفة والعرفات. وكان يجب أن يذكر هذا كله في باب ما لا يدخله حرف التعريف.
وأما قوله: وتقول: أسود سالخ ولا تضيف، والأنثى أسودة، ولا توصف بسالخة؛ فإن أسود إنما هو من صفة السواد، غلب على الموصوف، حتى صار كالاسم في الاستغناء به عن ذكر الموصوف، بمنزلة قولهم: أبطح وأجرع وأبرق. والأصل: مكان أبطح، ومكان أجرع، ومكان أبرق. والمؤنث فيها: بطحاء وجرعاء وبرقاء، فيغلب عليها نعتها حتى يصير كالاسم بمنزلة مذكرها، إجماعا من العرب. ولا يقول أحد للمؤنث: