كأنهم جاءوا به، على نكحت المرأة؛ لأن المهر من النكاح وسببه، وبه ينعقد، كما قال الأعشى:
ومنكوحة غير ممهورة وأخرى يقال لها فادها
فقال: ممهورة، كما قال منكوحة. والذين قالوا: أمهرت، بالألف؛ كأنهم جاءوا به على لفظ قولهم: اصدقت المرأة؛ لأن المهر هو الصداق بعينه، وكأن معنى أمهرتها: دفعت إليها مهراً، وملكتها أياه. ومعنى مهرت: سميت لها مهراً، كما كان بين سقى وأسقى فرق. وأكثر اللغتين استعمالاً بغير الف. ولذلك قالوا في مثل من أمثالهم:"كالممهورة إحدى خدمتيها"، فأتوا به على: مفعولة. ولذلك سموا الحرائر: المهيرات؛ لأنهن ينكحن بالمهور، والإماء يشترين، ولذلك سمي المُهر والمُهرة؛ لأنهما ولدا الفرس؛ فشبها بالحرائر، لفضلهما على أورد الحمير والبراذين والبغال، وقال الشاعر:
وما هند إلا مهرة عربية سليلة أفراس تجللها بغل
فإن نُبِحَت مهراً كريماً فبالحرى وإن يك إقراف فمن قبل الفحل
وأما قوله: علفت الدابة، فمعناه: أطعمتها العلف، وهو التبن والقت ونحو ذلك. والعامة تقول: أعلفت، يشبهونه بأطعمت، وهو خطأ؛ لأن مستقبله: يعلف، بفتح الأول، ومفعوله: معلوف، وعليف. وفاعله: عالف، وعلاف. ومصدره: العلْف. واسم ما يعتلف: العلف، وجمعه: العلوفة. يقال: علفت الدابة والحمام والدجاج ونحوها، فاعتلفت. ويقال للإنسان الأكول: اعتلف فهو معتلف.