الظلف لشدته وصلابته، وهو في الشدة والصلابة مثل الحافر، إلا أنه لا يطول ولا يصير له حد، ولا يحفر كما يفعل ذلك الحافر، وهو أيضا مخالف للحافر في الصورة؛ لأنه قد افترق فرقين، والحافر مجتمع، ولكنه شبه بما صلب من الأرض، وهي الظلفة على فعلة، والأظلوفة على أفعولة، وهي: الأرض الصلبة التي فيها حجارة حداد خشنة. والجميع: الأظاليف. ويقال: مكان ظلف، أي خشن فيه رمل كثير؛ ولذلك سمي طرف حنو القتب، وحنو الإكاف، وأشباه ذلك: الظلفة؛ لأنه يقع على جانبي الحمار والبعير، فيؤثر فيه بشدته وصلابته، حتى يذهب منه الشعر والوبر، ويبيض كما قال فيه الشاعر:
كأن مواقع الظلفات منه مواقع مضرحيات بقار
ويقال: قد ظلفت نفسي عنه. فهي تظلف ظلفا، أي أنفت وكرهته. ولو اجتمع أصابع قدمي الإنسان فصارت فرقتين، أو كانت قدمه كذلك من خلقة، أو داء لجاز أن يسمى بذلك ظلفا؛ لأن ظلف الشاة والبقرة لم يسم بالظلف، من أجل أنه في بقرة أو شاة، ولكن لما وصفنا من الشدة والصلابة، وإذا اشتد رجل الإنسان جاز أن تسمى بذلك وبالحافر أيضا. وأما المخالب من السباع. والصائد من الطير على ما ذكره "أحمد بن يحيى" فلم تسم به للفرق بين السبع/ وغير السبع، ولا بين الصائد وغيره من الطير. وإنما سمي به لمعناه وفعله، وأخذ من لفظ يستعمل في كل شيء. قال "الخليل": الخلب: مزق الجلد بالناب وهذا لغير المخلب أيضا، وهو الدليل على أنه المخلب إنما سمي مخلبا؛ لأنه يخلب به الجلد واللحم. قال: والسبع يخلب الفريسة