وحكى بعضهم: المنسم في النعامة أيضا، وهو مأخوذ من النسم والنسيم. أما النسم فالأرواح، وواحدتها: نسمة، وهي النفوس. ويقال في الدعاء: يا بارئ النسم. وفي الحديث "في العتق نسمة مؤمنة". ويقال لنفس الإنسان: نسمة. وهو يتنسم النسيم، أي يتنشق الأرواح تنسما. وقال: تنسمت الريح نفسها إذا تضوعت. ومنه قول الشاعر:
فإن الصبا ريح إذا ما تنسمت على كبد محزون تجلت غمومها
والمنسم إنما اشتق له من هذه الأشياء، لسرعة سيره وتفرقه في البلاد. وليس المنسم من البعير بمنزلة الظفر من الإنسان في شيء من المعاني، بل هو بمنزلة الأصابع، وخفه بمنزلة القدم. وإنما الحافر من ذي الحافر كالفرس والبغل والحمار، فسمي بذلك؛ لأنه يحفر الأرض بحده وصلابته، وكل ما حفر الأرض من حديد أو خشب أو حجارة أو عظم أو يد أو رجل، فهو حافر، وإذا كثر منه الحفر لهو حفار؛ ولذلك سمي حفار الآبار والقبور وغير ذلك حفارا، ويسمى ما يحفر به: محفارا، وتسمى كل جوبة أو وقبة حفرة وحفيرة. وإن لم يحفرها أحد؛ لأنها تشبه ما قد حفر. ومن هذا قولهم:"النقد عن الحافر" أي أذا اشتريت السلعة لم تبرح حتى تنقد ثمنها، والخيل والبغال والحمير تسمى أنفسها: الحافر، فيقال:/ الحافر خير من ذوات الأظلاف. والحفر والحفر: ما يلصق بالأسنان من ظاهر وباطن، ويؤثر فيها، يقال: حفرت أسنانه تحفر حفرا، وحفرت تحفر حفرا؛ فإنما سمي الحافر حافرا؛ لأنه يحفر، فهو اسم له، ولكل ما حفر، وليس الحافر أيضا من الظفر، ولكن ما طال منه، ويأخذه عنه البيطار مثل الظفر والظلف أيضا سمي من ذوات