وأما الخلف من ذوات الخف فنظير الثدي من المرأة؛ لأنهما اللذان يحلب منهما ويرتضع. وفيه اختلاف. ذكر "الخليل" أنه المؤخر من الأطباء، وأن القادم هو المقدم. وعند بعضهم: الخلف هو الشرع نفسه، وقادماه المتقدمان والمتأخران. والجميع: الأخلاف. والدليل على أن الخلفين هما المتأخران من الضرع قول الراجز:
كأن خلفيها إذا ما درا جروا خراش خورشا فهرا
ونفس الخلف يدل بحروفه على أنه المتأخر؛ لأنه مشتق من الخلف والمتخلف، وهو المتأخر. والعامة تسمى الخلف:/ الضرع، ولا تعرف غير ذلك، ولكنهم يكسرون الضاد وهو خطأ. وقد تسمى المرأة العظيمة الثديين: الضرعاء. ويقال: هي عظيمة الضرعين؛ فقد ظهر أن الخلف إنما سمي خلقا لتخلفه، لا لأنه لذوات الخف.
وإنما الطبي من السباع والكلاب وكل ما ليس له ضرع فهو بمنزلة الحلمة من ثدي المرأة. يقال: أطباء الكلبة، وأطباء اللبؤة، وأطباء الرمكة والأتان أيضا، وهي جماعة الطبي، بضم الطاء، وبعضهم يكسر الطاء، وهو مأخوذ من قولهم: طباه يطبيه عن رأيه، إذا صرفه عنه، ودعاه إلى غيره ويقال: أطباه يطبيه، وذلك أن الذكر كلما قرع طبيا طباه طبي آخر عنه إلى نفسه.
وأما الضرع فهو مفتوح الأول. والعامة تكسره. وفيه اختلاف. ذكر "الخليل"