أنه للشاة والبقرة ونحوهما من ذوات الأظلاف، وأن منهم من يجعل للدواب كلها الضرع؛ ولذلك قيل: ما له زرع ولا ضرع. وتفسيره: ما له ذوات ضرع تحلب، يعني الإبل والبقر والغنم. ومن كلامهم أيضا: مطرنا الزرع والضرع، وهو مثل الأول، حكى ذلك "سيبويه" ومعناه: أنه كثر من المطر زرعهم ولبنهم. وقال "الخليل" يقال: أضرعت الناقة فهي مضرع عند اللبن، لقرب النتاج. وهذا حجة لمن جعل الضرع في اللبن. قال: وشاة ضريع أي حسنة الضرع؛ ولذلك قيل للمرأة العظيمة الثدي ضرعاء. وإما الضارع فإنما اشتق من ضارع لأنه الخاضع الذليل المنقاد لما التمس منه، كما أن الضرع معرض لحالبه، والشارب منه. ومنه التضرع في المسألة والطلب والدعاء وغيره. والمضارعة مفاعلة منه، وهي المخالطة والمشاركة والمشابهة ونحو ذلك، يقال: هذا الشراب حلو، يضارع الحموضة، أي يخالطها، وكذلك الضريع الذي ذكره الله تعالى في القرآن إنما هو طعام رذل خسيس وضيع، لا منفعة فيه لآكله كما وصف الله/ تعالى:(لا يُسْمِنُ ولا يُغْنِي مِن جُوعٍ) وإن كان يضارع الطعام، فقد تبين أن الضرع لم يسم ضرعا من أجل أنه لظلف ولا لخف ولا لفرق بين شيئين، ولكن لما فيه من التأتي للحلب، والتمسح به، كما قلنا.
وأما قوله بعد ذلك: وإذا أرادت الناقة الفحل قيل ضبعت ضبعة شديدة وهي ضبعة، وتقول لذوات الحافر: استودقت وأودقت، وأتان وديق وودوق وبها وداق، وقد استحرمت الماعزة، وهي ماعزة حرمى، وبها حرام، وقد حنت النعجة، وهي حان، وبها حناء، وصرفت الكلبة، وهي صارف وأجعلت أيضا، وهي مجعل، وكذلك السباع كلها، ويقال للظبية إذا أرادت الذكر، كما يقال للماعزة، ويقال للبقرة من الوحش، كما يقال للضائنة. والظبية عند العرب: ماعزة، والبقرة عندهم نعجة. فإنما قيل للناقة: ضبعت ضبعة شديدة من قولك: ضبعت في سيرها تضبع، أي سارت سيرا شديدا، وذلك بمد ضبعيها والضبع