وأما السخت ففارسية معربة، وهي السختة؛ أي المحترق من كل شيء وإن جعل من قولهم: السختيت أيضا، فهو فارسي معرب، ومعناه: الصلب الشديد ولعله أراد السخذ، بالذال؛ لأن السخذ: الماء الذي يكون فيه الولد من المرأة. وهو ماء السلا، الذي يكون فيه. ويقال: هو ماء ثم غليظ، فكأن ما يخرج من ذوات الخف عند الولادة شبه به، كما يقال للثقيل الكسلان بعد قيامه من نومه: مشخذ.
وأما قوله بعد الفراغ من الكتاب: اختصرناه وأقللناه لتخف المئونة فيه على متعلمه، الصغير والكبير، وليعرف به فصيح الكلام، ولم نكثره بالتوسعة وغريب الكلام. ولكنا/ ألفناه على نحو ما ألف الناس، ونسبوه إلى ما تلحن فيه العوام، فتأملنا ذلك فوجدناه خلاف ما ضمنه هذا الكتاب؛ لأن المتعلم لا يتعلم شيئا مما ذكره، إلا بمثل الشرح والبيان الذي شرحناه. ولو أنه ألفه على نحو ما ألف الناس من لحن العوام، ولم يبوبه أبوابا، ولم يذكر الأمثلة كما لم يفعلوا ذلك. فكيف يعرف فصيح الكلام الذي ذكره من غير الفصيح من لم يقف على معانيه، ولا جححه ولا قياسه، وإنما يحصل الناظر فيه على التقليد لا غير، وحفظ ألفاظ لا يعرف تفسيرها، إلا بما شرحنا.
وقد كنا شرطنا في آخر "كتاب الكتاب" أن نتبعه بكتاب مشتمل على جملة مما يحتاج إليه الكتاب، من تثقيف الألفاظ وتبيين المعاني، فضمنا ذلك هذا