انشمر قصر فغاب وخفي أصله، فيتوهم أنه جرابه. وإنما هو كالشيء المقلوب مرة ينقلب إلى داخل، ومرة إلى خارج.
/وأما قوله بعد ذلك: ويقال لما يخرج من بطن المولود من الناس قبل أن يأكل: العقى، ويقال:"أحرص من كلب على عقى صبي" ويقال له من ذوات الحافر: الردج، ومن ذوات الخف: السخت؛ فإن العقى على وزن فعل: ما يخرج من بطن الصبي حين يولد، أسود لزج كالغراء، يسقي الصبي شيئا من العسل ونحوه، ليلين طبيعته فيخرج عقيه، وهو ما كان يغتذيه في بطن أمه، من دم الحيض؛ ولذلك يحرص الكلب على أكله. ويقال: قد عقينا الصبي تعقيه، إذا سقي العسل أو نحوه ليعقى، يقال: قد عقي يعقي عقيا، بفتح العين، واسمه العقي، بالكسر.
وأما الردج، فقد ذكر "الخليل" أنه ما يخرج من بطن السخلة أو ما توضع، والسخلة تكون للغنم، وإنما سموا المهرة سخلة، فقد جعله عاما، ولم يخصص ذوات الحافر. وقال أيضاً: وهو للصبي أيضا، فجعله في الناس، واستشهد بقول "ثابت قطنة" في ابنه الذي تركه بالفلاة:
بحيث يستودع الكدري أفرخه والكب يلحس عن حرف استه الردجا