صفونا، وهي صافنة وصوافن. ومنه قول الله تعالى:(إذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الجِيَادُ). وكذلك النوق تصفن عند الحلب. وإنما قيل الصفن/ لجلد البيضتين؛ لأنه قد غثي به البيضتان وهما منتصبتان في جوفه، وهي كالسفرة التي يجمع أطرافها الحلقة، وليس الصفن بوعاء لقضيب الرجل فيأتي به مع الثيل والقنب، ألا ترى أن خصيتي البعير والفرس ظاهرتان غير داخلتين مع القضيب في الثيل والقنب، وقضيب الرجل ظاهر لا وعاء له إلا جلده. وأما الثيل فليس بوعاء للقضيب كما ذكر، ولا هو وعاء للبيضتين؛ لأن الثيل الجلدة فارغة من القضيب. وإنما يكون القضيب فوق الخصية منقبضا متشمرا حتى ينتشر، فيخرج من الثيل، وينقلب من داخل إلى خارج. وقال "الخليل": الثيل جراب قنب البعير، ويقال: بل هو قضيبه، ولا يكون القنب إلا للفرس. والثيل مأخوذ من الثيل، وهو نبات يشك الأرض ولا ينفصل منها. وكذلك الثيل من البعير متعلق بالقضيب.
وأما القنب فذكر "الخليل" أنه جراب قضيب الدابة، وأنه إذا كنى عما يخفض من المرأة قيل: قنبها. والقنب شراع ضخم للسفينة، وهو أعظم ما يكون من الشرع، ومنه المقنب، وهو الجيش زهاء ثلاثمائة. والقنب: ضرب من الكتان غليظ، تعمل منه الحبال وغيرها. فكأن القنب مأخوذ من هذه الأشياء لغلظه واجتماعه؛ لأنه أصل قضيب الفرس ونحوه. وليس في الإبل ولا في الناس وغيرهم شيء أعظم قضيبا منه. وليس بجراب ولا وعاء ولكنه أصله، والقضيب طرفه، فإذا انتشر ظهر منه وتبين أنه أصله، وإذا