لا في طلبها، يقال للدال عليها: أنشد وهو منشد للضافة، وكذلك إنشاد الشعر. إنما يقال فيه أنشد؛ لأنه تعريف أخبار وقصص ومعان.
وأما قوله: حُش على الصيد، فعناه: اجمعه، يقال منه: قد حاشه يحوشه حوشاً، فالفعال: حائش. والمفعول به: محوش: فلذلك كان بلا ألف. والعامة تقوله بالألف: أحاشه، وهو خطأ.
وأما قوله: نبذت/ النبيذ، فمعناه: اتخذته وعملته. وأصله: النبذ؛ وهو الطرح والإلقاء. ومنه قول الله عز وجل:(فَنَبَذُوهُ ورَاءَ ظُهُورِهِمْ). أي طرحوه. وقال [تعالى]: (فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ). وقال أبو الأسود:
نظرت إلى عنوانه فنبذته كنبذك نعلاً أخلقت من نعالكا
أي طرحته، ورميت به. وذلك أن صانع النبيذ ينبذ زبيبه أو تمره أو غيرهما في الإناء، أو القدر، وينبذ عصير ذلك: إذا طبخه أو أنقعه في وعاء به. إذا أراد اتخاذه؛ بغير ألف. ومستقبله: ينبذ، بفتح حرف المضارعة. واسم فاعله: نابذ. والمفعول: منبوذ، على وزن مفعول، ونبيذ، على وزن فعيل، مثل: مطروح وطريح. وصانعه: نباذ، كما يقال من ضرب: ضراب، ومن قتل: قتال، ولهذا قيل لولد الزانية الملقى في الطريق: منبوذ؛ لأنه ينبذ. والعامة تقول: أنبذت النبيذ، بالألف، وهو خطأ.
وأما قولهم: رهنت الرهن، فعناه: أثبته عند المرتهن، ووضعته. وفيه لغتان، إحداهما بغير ألف، وهو أشهر وأكثر استعمالاً؛ والحجة فيه قولهم للمفعول: مرهون. وفي المصدر: رهن. وفي المستقبل منه: يرهن، بفتح الياء. والأخرى: أرهنته، بألف. والعامة مولعة بها؛ لا تعرف غيرها. وقولهم أقيس، وإن كان أقل استعمالاً؛ لأن الراهن المقيم، والرهن نفسه راهن، لأنه مقيم، فلا يجب أن يكون فعله وفعل من يودعه ويصنعه/